علمية القرآن الكريم : إن القرآن الكريم ليس كتاب شريعة وتبرك فقط كما يفهم بعضنا ولا كتاب ثورة طبقية كما يريد تسخيره آخرون بل هو كتاب هداية وعلم ونور : ــ كتاب هداية بكل تفاصيل العبادة ومستلزماتها ــ كتاب علم بمعناه الإشاري لاالتفصيلي ــ وكتاب نور بمعناه الرمزي المعنوي والذوقي مما يجعل للقرآن الكريم صفة لاتليق إلا بكتاب مقدس حقا.. وهناك آلاف المواضيع يحتويها القرآن الكريم لاتخرج عن هاته الثلاتية التي منها تنبثق كل علوم القرآن والحديث..إلا أن المسلمين اليوم لازالوا لا ياخدون القرآن بكل شموليته مما يجعل كثيرا من العلوم لايعيرها حتى علماء الإسلام أية أهمية كعلم اليقين كما في قوله تعالى : » كلا لو تعلمون علم اليقين« وعلم الكتاب : »وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك « والعلم اللدني : »وآتيناه من لدنا علما« وغيرها من العلوم التي تحدث عليها القرآن..بما في ذلك العلوم التي ليست في مقدرة الإنسان كعلم الساعة وعلم الشهادة وعلم الغيب.وغيرها..ويمكن إجمال كل هاته العلوم في علمين : ـــ علم الدراسة أو علم الفريضة الذي يلزم العلم من أجل العمل ـــ علم الوراثة أو علم الفضيلة الذي يعد علما يأتي بعد العمل وهناك العديد من العلوم المتكاثرة منهما من علوم الفقه وعلوم القرآن حتى علوم الخواطر وحقائق الإيمان ..والتي لاتخرج بدورها عن ثلات مناهج في دراسة الإسلام هي : ـــــ مناهج البيان :الساعية غالبا للشرح والتفسير ــــ مناهج البرهان : الساعية لإثبات الحقائق ــــ مناهج العرفان : الساعية للمس وذوق حقائق الإيمان وهكذا يتبين جليا مدى ميزة الإسلام على كل الديانات الوضعية والمحرفة والتي يسعى كهنتها إلى طمس العقل والبصيرة والإيمان المطلق بالشعودة والكهنوت ..في حين يثني القرآن في كثير من آياته الكريمة على المفكرين وكل من يستعمل عقله..حتى أنه أعطى للعلماء درجة جد راقية كما يظهر ذلك من قوله تعالى : »قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون « بل وجعلهم الرسول وارثين للنبوة كما في قوله صلى الله عليه وسلم :
فعكس كل الديانات إذن التي تلقن أتباعها أن مراميها فوق مستوى الفكر الإنساني لتطمس البصائر فإن من أهداف الإسلام تنوير بصيرة المومن وعقله بكل العلوم الصحيحة ..وكل علم أثبت أحقيته فهو إسلامي منطقا وشرعا ،وغالبا ما يربط القرآن الكريم بين العقل والقلب ساعيا إلى فقه القلوب الذي تميز به أهل العرفان من هاته الأمة :والعارف الحق في الإسلام هو الذي يصل إلى المعرفة بالله حيث يصير داعيا إلى الله على بصيرة، والبصيرة هي فقه القلب الذي لايرقى له إلا أهل الإحسان من المسلمين والذين وإن أثبتوا أن نور البصيرة بكشفه يصل إلى أطوار ما فوق الوعي والإدراك فإنهم لم يعيبوا في العقل إلا التفكير المادي الذي يطمس كل روحانيات الإ نسان.بينما الفكر الإسلامي بقي إنسانيا وعقليا لحد الربط بين العلوم الحقة والعديد من الآيات القرآنية ..حتى أن العديد من العلماء الباحثين أسلموا بالإعجاز العلمي للقرآن : حيث اندهشوا من احتواء القرآن على حقائق لم يصلها العلم إلا في العصور الحديثة ، ومن المواضيع العلمية المرسومة في القرآن والتي أدهشت دقة آياتها العديد من الدكاترة المختصين حتى في العلوم الحقة : 1ـ وحدة الكون وسر الحياة 2ـ نشأة الكون 3ـ تمدد الكون وسعته 4ـ تحركات الشمس والقمر والأرض 5ـ تكوير الأرض 6ـ نقص الأوكسيجين في الإرتفاعات 7ــ تقسيم الذرة 8ـ الإزدواجية في كل شيء 9ـ السحب الركامية وخصائصها 10ـ إهتزاز الأرض بالمطر 11ـ توازن العناصر الكونية 12ـ الأمواج الداخلية والسطحية 13ـ تشابه عالم الحيوانات والطيور بعالم الإنسان 14ـ تنبؤات عن وسائل النقل 15ـ تنبؤات عن غزو الفضاء 16ـ دوران الأفلاك 17ـ مراحل نمو الجنين 18ـ أغشية الجنين 19ـ مصدر تكوين الإنسان 20ـ كيفية تكون الدكر والأنثى 21ـ العلق وربطه بالحيوان المنوي 22ـ إختلاف بصمات الإنسان 23ـ مراحل الجنين في البطن وهناك غير هذا العديد من الآيات القرآنية المشيرة لكل العلوم دون استثناء لحد الإعجاز القرآني في القصة والسيناريو وكل فنون البلاغة التصويرية..بل وهناك العديد من الحقائق القرآنية ما نحن لحد الآن له جاهلين ..وقد ظهرت حديثا العديد من الكتب المقارنة بين العلم والقرآن، فتبثت قطعا »علمية القرآن » بكل العلوم الدقيقة حتى الرياضيات..بل وقد أصبح القرآن بهاته الصفة من الدعاة لليقين العلمي بما ثبت علميا من أحقية كل آيات القرآن ونصوص الحديث وندكر من بين آلاف الأد لة : 1ـ البراهين العقلية على وجود الله 2ـ آيات وآلاء الكون وتصديقها للقرآن 3ـ تأكيد علم الفضاء وكواكبه وخصوصا المجرة الشمسية وكل العلوم : للعقيدة الاسلامية 4ـ تاكيد نظام وتصميم الطبيعة على وجود الخالق 5ـ شهادة الخلايا الحية على وحدانية الله 6ـ شهادة وحدة الوراثة على وحدانية الله 7ـ خلق الإنسان كدليل على الخالق 8ـ توالد الإنسان والحيوان كدليل على وجود الخالق 9ـ خلق النبات دليل على وجود الله 10ـ خلق الحيوانات يؤكد وجود الله 11ـ شهادة الفطرة السليمة على الحقائق الإسلامية 12ـ كل العلوم الحقة تدعو إلى الإيمان 13ـ المناقشة المادية تثبت الحقائق القرآنية ومن هاته الخصائص العلمية أعطى القرآن لكل عالم يبحث حقا عن الحقيقة أرضية واسعة للبحث في القرآن الكريم مما ركز لدى كل المومنين عن علم قناعة إيمانية وصلت بهم إلى أعلى درجات اليقين لحد كتابتهم في حقائق الإيمان وعلم التوحيد وعلم اليقين والإعجاز العلمي للقرآن وغيرها من العلوم التي تدعوا إلى كل يقينيات الإسلام ..ومما ركز هذا المبادئ الإسلامية التي يتميز بها العقل المسلم السليم إيمانه بمسلمات عديدة في الحوار بالتي هي أحسن والبحث العلمي والتي من بينها : 1ـ الدعوة للحجة والبرهان : »قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين » 2ـ الدعوة لليقين لاالشك « كلا لو تعلمون علم اليقين « 3ـ نبذ التقليد الأعمى : »وقالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا قل أولو كان آباؤكم لايعلمون شيئا ولا يهتدون 4ـ الدعوة للأحسن مما يرمز للتقدم : »إدفع بالتي هي أحسن » 5ـ الدعوة للغة العقل : »ويتفكرون في خلق السماوات والأرض » 6ـ الدعوة للمنطق الطبيعي المقروء بالكون كله : »إن في خلق السماوات والأرض واختلاف لليل والنهار لآيات لأولي الألباب » 7ـ الدعوة إلى التجاريب والمشاهدات والتأملات : »قل سيروا في الأرض فانظروا.. » 8ـ الدعوة للقراءة : »إقرأ باسم ربك الذي خلق » فعلمية الإسلام ليست دعوى وإنما هي حقيقة تشير بكل دليل إلى أن الإسلام دين الحق لا البواطل ودين الحقائق لا الأوهام ودين الخير لا الشرور..إلا انه وإن نجح بعض علمائنا الأجلاء من توظيف العديد من العلوم الحديثة في الدعوة فإن هذا لازال لم يوظف بالمستوى اللا ئق بنا كمسلمين داعين للحقيقة ولغة العلوم في كل مجالاتها ..الأمر الذي يثير مرة أخرى موضوع « إسلامية المعرفة » التي تعد أداة ناجعة لربط الإسلام بالعلوم ربطا منهجيا والتطلع إلى كل يقينيات الدين التي لن نصلها إلا بالإيمان العلمي .